الرئيس عون: لضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من النقاط المتبقية والإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل

الرئيس عون: لضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي من النقاط المتبقية والإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل

تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إتصالا هاتفيا من مستشار الأمن القومي الأميركي السيد مايكل والتز الذي اكد له متابعة الإدارة الأميركية للتطورات في الجنوب، بعد الانسحاب الجزئي للقوات الإسرائيلية وإستمرار إحتلالها لعدد من النقاط الحدودية.

وأشاد السيد والتز بالدور الذي لعبه الجيش اللبناني في الإنتشار في المواقع التي أخلاها الإسرائيليون، مؤكدا ان الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة تجاه لبنان بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وحل المسائل العالقة ديبلوماسيا. وشدد على أهمية الشراكة اللبنانية-الأميركية وضرورة تعزيزها في المجالات كافة.

من جهته، شكر الرئيس عون السيد والتز، مؤكدا على الموقف اللبناني بضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي  من النقاط المتبقية وإستكمال تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024 لضمان تعزيز الاستقرار في الجنوب وتطبيق القرار 1701. وشدد الرئيس عون على الإسراع في إعادة الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل.

وفد “دورة شهداء الجيش” 1985

الى ذلك، التقى رئيس الجمهورية، بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدأ من “دورة شهداء الجيش” 1985، تحدث بإسمهم اللواء أمين العرم فقال: “شرفني رفاق الدورة بإلقاء هذه الكلمة بمناسبة انتخابكم رئيسًا للجمهورية، فهنيئًا لكم هذا المنصب، وهنيئًا للشعب اللبناني هذه الفرصة التاريخية التي تشهد توليكم سدة الرئاسة في ظل هذا الظرف الدقيق الذي يمر به الوطن. فانتخابكم تعبير صادق عن إيمان الشعب اللبناني العميق بقيادتكم الحكيمة، والصلبة، التي قادت المؤسسة العسكرية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في أصعب الأوقات التي مرت بها البلاد”.

أضاف: “فخامة الرئيس، شهداء الجيش شعار لطالما واكبنا خلال مسيرتنا العسكرية في مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء. مسيرة تعمدت بالدم والشهادة من خلال تضحيات رفاقنا الشهداء الأبرار الذين قدموا أنفسهم على مذبح الوطن ذوداً عن ترابه ووحدته واستقراره وسلامة أراضيه. هذه الدورة التي تميزت بنخبها وانتجت ضباطاً اختطفتهم المناصب القيادية والامنية لمهنيتهم العالية، فشغلوا اهم المواقع في قيادة الجيش والمجلس العسكري وامن الدولة، وكنتم فخامتكم على مر هذه السنوات الى جانبهم تواجهون الاخطار والتحديات بارادة صلبة وعزم لا يلين. فغلَّبتم دائماً مصلحة الوطن وابنائه وكانت قيادتكم المبنية على أسس العدالة، والشفافية ونكران الذات بمثابة الضوء الذي ينير الطريق نحو مستقبل مشرق.”

وقال: “إن توليكم هذا المنصب، يأتي نتيجة ثقة الشعب في قدرتكم على قيادة البلاد نحو بر الأمان في ظل التحديات الكثيرة والمعقدة التي نواجهها، ولأنكم أثبتم أنكم رجل دولة، قائد مخلص لوطنه، ومثال يحتذى به في الإخلاص والتضحية. فمسيرتكم الوطنية المشرِّفة في خدمة لبنان، وعطاءاتكم في سبيل أمنه واستقراره، هي خير دليل على ما تمثِّلون من قيم البطولة والكرامة. ونحن اليوم نحتفل بانتخابكم رئيسًا للبنان، وقلوبنا مليئة بالفخر والاعتزاز بكم”.

وتابع: “فخامة الرئيس، لقد شكَّل خطاب القسم نقلة نوعية في السياسة وإرادة الإصلاح والنهوض، وكان محط تأييد على المستويين الداخلي والخارجي، فالوطن اليوم بحاجة إلى ورشة وطنية شاملة، تعي أهمية بناء الدولة، دولة قوية تحرص على مواكبة انسحاب العدو الإسرائيلي من كامل اراضيها، دولة تقوم على المؤسسات الفاعلة والقادرة على أداء دورها بكفاءة وشفافية، لضمان تقديم الامثل للمواطنين بما يتماشى مع تطلعاتهم وطموحاتهم. دولة تحرص على محاربة الفساد، وإعادة الثقة بالنظام المصرفي، وإقرار مشاريع القوانين المتعلقة باسترداد أموال المودعين والتعويض للذين احيلوا على التقاعد منذ خمس سنوات تقريباً. دولة تحترم مبدأ فصل السلطات واستقلالية القضاء، فالقضاء المستقل هو الضمانة لتحقيق العدالة بكل أشكالها، يحفظ حقوق الأفراد ويحمي حرياتهم. دولة تقدر تضحيات العسكريين وتؤسِّس لمفهوم جديد في تحقيق التوازن بين رواتب موظفي الدولة والسلكين العسكري والامني، خاصة أن تضحيات العسكريين لا تقارن بالمدنيين، وتسعى الى اقرار سلسلة رتب ورواتب جديدة عادلة، تؤمن رفاهية العيش الكريم ونحن على يقين انكم “قدَّها وزيادة”. وأن عهدكم سيكون بداية مرحلة جديدة من التقدم والازدهار.”

وختم بالقول: “باسمي واسم ضباط “دورة شهداء الجيش” الحاضرين منهم والذين لم تسمح لهم الظروف بالحضور، سنبقى إلى جانبكم بكل طاقاتنا جاهزين في خدمة الوطن، ونتقدم منكم بخالص التهنئة لتوليكم هذا المنصب الذي تستحقونه، سائلين الله أن يوفِّقكم في مهمَّتكم الوطنية، وكلنا أمل بأن الإنجازات العظيمة التي يتطلَّع اليها شعبنا سوف تتحقق في عهدكم، وأن السلام والاستقرار سيعمَّان أرجاء الوطن. وكلنا ثقة بأن فخامتكم قادر على بناء وطن حر، يحظى فيه المواطن بالعدالة الاجتماعية والحرية والسيادة. عشتم عاشت الدورة ٥٦ عاش الجيش، عاش لبنان.”

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون، مرحبا بالوفد وشاكرا لأعضائه تهنئتهم له، وقال: “إن هذه الدورة قدمت شهداء كما قدمت نخبة ضباطها في مواقع قيادية، وانا افتخر انني انتمي إليها.”

وإذ شدد على “ان مؤسسة الجيش هي التي أوقفت هذا الوطن على رجليه،” فإنه أشار الى “ان عمل الجيش متكامل كفريق، ولولا تضحيات الضباط والأفراد لما بقي لبنان. ولقد بقي الجيش متماسكا لأن هناك قناعة باتت راسخة عند الجميع مفادها ان هذه المؤسسة جامعة وإيمانها هو بلبنان. وأنتم تعرفون ان الذين إستشهدوا من أفراد هذه المؤسسة هم من ابناء كافة الطوائف والأطياف، والمثال الأحدث هو ال48 شهيدا من الجيش الذين سقطوا في العدوان الإسرائيلي الأخير. فإبن عكار إستشهد في الجنوب، وإبن البقاع أصيب ايضا في الجنوب.”

وإعتبر الرئيس عون “ان الظروف الصعبة التي نجتازها جعلت الجيش اقوى وأقوى. وأنتم سفراء لهذه المؤسسة أينما كان”، مشددا “على ان التضحيات التي تقدمها المؤسسة العسكرية لا تقاس. وما من احد على إمتداد مساحة لبنان يقدم تضحيات بالقدر الذي تقدمه هذه المؤسسة. وأنا زرت القوى التي كانت منتشرة في الجنوب إبَّان العدوان الإسرائيلي، ثلاث مرات، وعاينت مدى بطولة ضباطها وافرادها وصمودهم على الرغم من ضراوة القصف وإصاباتهم. وهذا يدل على مدى إيمانهم بهذه المؤسَّسة وببلدهم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *