أطلقت مجموعة العمل حول حرية الدين والمعتقد في لبنان التي تنسقها مؤسسة أديان تقرير “حقوق الأقليات الدينية في لبنان – تحليل معمق وتوصيات”، في لقاء جرى يوم الأربعاء 29 كانون الأول/يناير 2025 في فندق موفنبيك بيروت، بحضور مجموعة من منظمات المجتمع المدني، والممولين، والديبلوماسيين/ات، والأكاديميين/ات، والمهتمين/ات.
بعد تقديم عرض لمحتويات التقرير كانت كلمة للدكتور إيلي الهندي عن الاعتراف بالأقليات، أشار فيها إلى أن الاعتراف بالأقليات “سيف ذو حدين”، خاصة في سياق العالم العربي. “فالاعتراف بالأقليات يرتبط بالضرورة بحقوقهم في إطار القانون الدولي، لكن في الوقت ذاته قد يتحول إلى أداة سياسية تستخدم ضد هذه المجموعات”.
عقب ذلك كانت مداخلات مثلت الفئات المعنية بالتقرير، فتكلم المحامي إيلي شربشي قائلًا: “التحدي الأكبر ليس فقط في تعديل القوانين، بل في بناء نظام سياسي عادل يعكس حقيقة أننا مجتمع تعددي اختار أن تعيش مكوناته معًا تحت مظلة واحدة”. ثم كانت مداخلة الناشط الحقوقي الآشوري السيد جاك جندو الذي اعتبر أن المرتجى “خلق نظام يمحو التمييز من جذوره، ويضمن تمثيل الجميع على قدم المساواة”. أما الشيخ العَلَوي،عالم الدين والباحث محمد حيدر، فأكد على أن “التنوع هو جوهر حياتنا المشتركة، واحترام التنوع هو الأساس الذي يحفظ وحدتنا ويعزز التفاهم بين جميع المكونات”.
يذكر أن التقرير سيتم نشره باللغتين العربية والإنكليزية، يقارب تعريف الأقليات في السياق اللبناني، مع شرح السياق التاريخي وحقوق الأقليات فيه، وميزات التركيبة الديموغرافية للبنان، ثم يتطرق إلى التزامات لبنان بموجب الاتفاقات الدولية، ومعايير الاعتراف بالأقليات وتحدياته، والتكامل الاجتماعي، والتمثيل السياسي للأقليات ومشاركتها في الحياة المدنية، وحرية الدين، وقوانين الأحوال الشخصية، بالإضافة إلى توصيات.
يشكل التقرير مرجعًا جديدًا يمكن الاستناد عليه بثقة لمقاربة ملف الأقليات في السياق اللبناني، وتصميم أي تدخلات، أكاديمية وتلك المباشرة على الأرض، تصب في إطار صيانة حقوق هذه الأقليات وتعزيزها.