بقلم . نادى عاطف
تشهد مصر في ظل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي خطوات واسعة نحو بناء دولة حديثة ومستقرة. ومع ذلك، فإن التحديات المتمثلة في محاربة التطرف وضمان عدم عودة التيارات الظلامية المتطرفة إلى الساحة المصرية تفرض على الدولة ضرورة الاستفادة من كافة القوى الوطنية المتاحة.
*ملء الفراغات في الساحة المصرية*
من الواضح أن أي فراغ في الساحة السياسية أو المجتمعية قد يُستغل من قبل التيارات المتطرفة، وهو ما يتطلب تعزيز حضور القوى المدنية والتنويرية الوطنية. إن الاستعانة بأهل الثقة ورجال الأعمال وأصحاب الولاءات قد أثبت فعاليته في بعض الجوانب، ولكن هذا النهج يحتاج إلى التوسع ليشمل شخصيات مستقلة وتنويرية قادرة على تقديم أفكار جديدة وإثراء المشهد العام.
*فتح المجال للإعلام التنويري*
الإعلام هو سلاح ذو حدين، ويمكن أن يكون أداة فعالة في مواجهة الفكر المتطرف إذا ما أُفسح المجال أمام التيارات المدنية والتنويرية للتعبير عن آرائها بحرية. يجب أن تكون هناك منصات إعلامية قادرة على الوصول إلى المواطن المصري البسيط، وتقديم محتوى يُعزز قيم التسامح والانفتاح.
*الاستثمار في القوى الوطنية المستقلة*
إن إشراك القوى الوطنية المستقلة في الحياة العامة وصناعة القرار يعزز مناعة المجتمع ضد الفكر المتطرف. هذه الشخصيات التنويرية لديها القدرة على التصدي لمحاولات التيارات المتطرفة للعودة إلى السيطرة على العقول. كما أن فتح المجال أمامها للعمل بحرية يُسهم في بناء ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، وهو أمر أساسي لاستقرار النظام السياسي.
*أهمية التوازن في الإدارة*
التوازن بين الاستعانة بأهل الثقة وإشراك الكفاءات الوطنية المستقلة يُعتبر استراتيجية فعالة لملء الفراغات الموجودة في الساحة المصرية. إن التحدي الأكبر هو تحقيق هذا التوازن بشكل يضمن توحيد الجهود نحو بناء دولة حديثة ومستقرة، قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
*خاتمة*
مصر تحتاج اليوم إلى نموذج وطني جامع يفتح الأبواب أمام كافة التيارات المدنية والتنويرية للعمل بحرية وإبداع. إن تعزيز حضور هذه القوى في المشهد العام هو الضمانة الحقيقية لمواجهة التطرف وبناء مجتمع قادر على تحقيق التنمية المستدامة. لقد حان الوقت لتوحيد الجهود والعمل معًا لبناء مستقبل أفضل لمصر ولأجيالها القادمة.