دموع جهاد أيوب سلاحنا في اكتشاف الوطن مع عماد مرمل

دموع جهاد أيوب سلاحنا في اكتشاف الوطن مع عماد مرمل

دموع جهاد أيوب سلاحنا في اكتشاف الوطن مع عماد مرمل

كتبت//ميرا حسن

في زحمة الفضاء العربي نجد الحروب الكلامية والتطاول والصراخ، وكل ما هو شر بالغالب ينتشر كالملح كما لو كنا أعداء مع إننا أصحاب لغة واحدة، وجغرافيا مشتركة واحدة، ودين واحد، وكل الديانات السماوية خرجت من بلادنا، ومع ذلك نحن الأكثر أعداء، ولكن مع الناقد الأديب الزميل جهاد أيوب في الحلقة الأولى من البرنامج الرمضاني “حديث الأسبوع” مع الزميل عماد مرمل على قناة المنار كانت الحالة الواقعة السهرة الحكاية مختلفة!

مع أيوب النتيجة مغايرة، إنسان يتكلم بمفردات يختارها بأناقة تشبه اناقته المعهودة في البوح والملابس، شخصية مجبولة بالعاطفة الطبيعية يفوح منها الوجدان ويجعلنا هذا الوجدان الأيوبي ندمع معه دون إرادة، ونشاركه لحظة كبرياء الموقف الإنساني، لحظة سقوط دمعة مشبعة بالمسؤولية، لحظة إنسان يخاف على وطنه واناسه ومن يحب رغم أننا نشهد له نقده الذي لا يرحم، ووضوح الصورة وجرأته التي نحتاجها حتى نصحح المسار!

جهاد أيوب مع عماد مرمل تحدث بطلاقة، وضع نقاط الدمع في مكانها حينما توجع فأوجعنا على رحيل السيد حسن نصرالله، وكان طيف وجدانه مخيماً على كل الحلقة، إلى أن وصل إلى براعم الأرض شهداء الوطن حيث القضية والصوت والمستقبل وحوارات الحكايات!

في كل فقرة من الفقرات الثلاث للبرنامج أدخلنا أيوب إلى دموعه، اسكننا عيناه، وأخذنا إلى البوح ونحن بداخلنا الكثير من الكلام غير المباح والصمت الموجع!

دموع جهاد أيوب كانت في محلها، كانت اشراقة الروح، وفيض من وجدان نحتاج أن نصرح به في زمن التعب والفوضى والخسارة، وتمكن الزميل عماد مرمل من أن يأخذ ما يرغب به في لحظات إعلامية فضائية نادرة من أيوب الذي نعرفه حاسماً لا يعرف الضعف في نقده ورأيه، ولكن مرمل أدخله إلى الإنسان فيه فسقطت دمعة، إلى المواطن في وطن مشتت فسقطت دمعة، إلى من يحبهم في زمن الغدر فسقطت كل الدموع بما فيها دموعنا نحن المتابعين في المنزل…!

وبصراحة أنا وعائلتي كنا ننتظر ماذا سيقول جهاد أيوب في مثل هذه المرحلة، فقال ما بداخلنا، وباح بما لا نستطيع البوح به، وجعلنا لأكثر من يوم بعد انتهاء الحلقة أن نفكر بالحلقة وبجهاد أيوب وبما فعله بعواطفنا وفكرنا ومسؤوليتنا!

دموع جهاد أيوب في تلك الحلقة تمثلنا، وترسم لنا أننا في وطن لا يعرف غير اغتيال احبابه!

دموع أيوب الصادقة هي حالة من نهار يمسح العتمة، ومن ليل يوصل إلى نهار نحتاجه!

الحلقة الأولى من برنامج عماد مرمل الرمضاني كانت في مكانها الصح ونحن نعيش حالة الدمع الداخلي خاصة حينما قال أيوب” اخي الشهيد بالكيس”…!

حلقة غلب عليها الوجدان الصافي وبعض النقد السياسي المباشر، وهذا يعود إلى براعة الزميل عماد مرمل في الدخول إلى مكنونات ضيفه كما لو كان يعبر البحر، وجهاد كان البحر، وعماد كان الشاطر في غوص ببحر أيوب…!

تحية للزميل مرمل الذي وضعنا أمام دموع تمثلنا وترسم حالنا، وتمكن من سرقة لحظاتنا الرمضانية دون أن نشعر بالوقت !

تحية إلى الناقد الزميل جهاد أيوب الذي يبهرنا دائماً بتواضعه وثقافته ونقده، ولكنه هذه المرة ابهرنا بوضوح الإنسان الوطني المسؤول فيه!

نعم، ومن دون مجاملات، ونحن العرب نحب أن نجامل بحجة “ما منا مشاكل”، والمشاكل من حولنا قنطار، نعم دموع جهاد أيوب سلاحنا في اكتشاف الوطن الضائع، هكذا كان وكنا مع عماد مرمل في الحلقة الأولى من برنامج ” حديث الإسبوع ” كل أحد من شهر رمضان!