وزير المالية الاردني الأسبق د محمد ابو حمور يكتب ….
الهندسة من أجل التنمية
تم الإعلان خلال المؤتمر العام لليونسكو في دورته الأربعين عام 2019 عن تخصيص الرابع من آذار ” يوم الهندسة العالمي من أجل التنمية المستدامة”، وذلك بهدف التوعية بالدور الحيوي الذي تضطلع به المهن الهندسية لتحقيق التنمية والمساهمة في بناء عالم أفضل في مختلف المجالات.
وتساهم الهندسة بشكل فاعل في النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل عبر مختلف القطاعات الاقتصادية، وتعد القوة الدافعة لريادة الاعمال وتعزيز الابتكار من خلال ما توفره من تكنولوجيا متطورة.
والحقيقة أنه لا يمكن تصور التقدم ومواكبة التطورات التي يشهدها الاقتصاد وخاصة القطاعات الإنتاجية دون مساهمة الهندسة، ويكفي أن نشير بصورة موجزة الى ما تقدمه الهندسة في ميادين الانشاءات والبنية التحتية بما فيها الطرق وشبكات الاتصال والأدوات الطبية ومنتجات التكنولوجيا التي غيرت قواعد المنافسة وأنتجت معطيات جديدة ذات أثر جوهري على بيئة العمل والإنتاج.
يتميز الأردن بكفاءات هندسية عالية المستوى ومشهود لها المساهمة في بناء وتنمية العديد من الدول العربية وغير العربية، أما نقابة المهندسين والتي تضم في عضويتها ما يقارب 200 ألف مهندس فهي من أهم مؤسسات المجتمع المدني وتقوم بدور هام في تنظيم المهنة وتدريب المهندسين وتوفير بعض الخدمات كالتأمين الصحي والدورات التدريبية وصندوق التقاعد وغيرها.
واليوم وبعد أن انتهت انتخابات الشعب الهندسية وهيئاتها المركزية للدورة الـ30 للأعوام 2025-2028، تمهيداً لانتخابات مجلس النقابة التي ستعقد في شهر أيار المقبل، فالمطلوب أن يتم الحفاظ على استدامة الخدمات التي تقدمها النقابة والتصدي للمصاعب والتحديات التي تواجه المهن الهندسية والبحث في كيفية توليد مزيد من فرص العمل للمهندسين محلياً وخارجياً وذلك بالتعاون مع الجهات المختصة في القطاعين العام والخاص، خاصة وأن هناك بعض المؤشرات على بدء عمليات واسعة لإعادة الاعمار في عدد من الدول المجاورة، ومشاريع كبرى وخطط تنموية يجري العمل على تنفيذها محلياً واقليمياً.
التطورات التكنولوجية المتسارعة تفرض تحولات وتحديات متزايدة على القطاعات الهندسية ومواكبة هذه التحولات تستدعي العمل على عدة محاور شخصية ومؤسسية، خاصة وأن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصراُ فاعلاً ولاعباً أساسياً في مختلف المجالات الهندسية، لذلك من المهم العمل على تطوير التعليم الهندسي بما يتفق مع المستجدات إضافة الى بذل مزيد من الجهد في ميدان التدريب والتعليم المستمر، بما في ذلك الاهتمام بالمهارات الفنية والنوعية، مع إدراك إمكانية اختفاء بعض الوظائف وظهور أخرى.
نستطيع القول أن الهندسة تلعب دوراً حاسماً في مختلف جوانب الحياة وهي المحرك الأساس لبناء اقتصاد مزدهر يتمتع بالتنافسية والكفاءة، وهي أيضاً أداة لتطوير المجتمع وبناء المستقبل ومواجهة التحديات والمضي قدماً لتحقيق تنمية مستدامة.